كم مضى؟ لقد مضى حوالى تسعة أشهر منذ إنجرافى فى الحياة العسكرية. تغيرت كثيرا. أفضل تأثير لتلك التجربة على هو تحسن صحتى النفسية، أختفى الأكتئاب وجيمع توابعه، لم أعد أشعر بالحزن أو أفكر أكثر من اللازم.باتت أفكارى إيجابية ومرحة. لقد استطعت أن أحول تلك التجربة الكارثية إلى تجربة إيجابية. لكن الأمور لم تكن بهذ البساطة. ففى أول شهرين عانيت معاناة عظيمة، لكني كنت صلبا للغاية، كنت أستيقظ كل يوم وأتسائل: هل هذا أقسى ما لديكم؟ البيئة تغير الإنسان تغيرا عظيما، فأنا أعيش الآن على البحر مباشرة فى منطقة بعيدة عن ضوضاء المدينة التى لا أطيقها. تكايفت على الاستيقاظ مع ضوء الشمس وعلى صوت الغربان. أصبحت محاربا جسورا للناموس والعناكب والنمل كبير الحجم. مازالت أسعى لتحقيق أهدافى، فـ مذاكرة ال GRE والأنجلش مستمرة. لكن الحق يقال لم أعد بنفس العزيمة والإصرار السابقين. فأولويتى الأولى أصبحت أن أنهى خدمتى على خير وبدون أى معاناة زائدة عن الحد. لقد إكتفيت. كم تبقى؟ تبقى لى خمسة أشهر. أتمنى أن لا تحدث فيهم أى اضطرابات، وأن أنهى تلك الفترة وأنا أفضل.