لذوى التفكير الناقد
عندما كنت صغيرا كنت أظن أن الجحيم فى العالم
الأخر ولكن الحقيقة الواضحة أن البشر هم الجحيم أنفسهم. هم دائما يسمون الأشياء
بأسماء غير مسمايتها ، ودائما ما يستثنون أنفسهم من القواعد التى يضعونها بأنفسهم.
أنهم يثيرون ضحكى دائما. صدقًا اذا فكرت بعمق قليلًا ستجد إن البشر معظمهم ديكاتور
فى هيئات متعددة ، ففى كل أسرة ديكاتور وفى كل مدرسة ديكاتور وفى كل دور عبادة ديكاتور يذكر اسم الله. ولكن هل هذا سبب تردى المجتمع ؟ سحقًا لقد دنست لتوى كلمة مجتمع
عندما وضعتها فى سياق لتصف مجموعة من الهائمين اللاوعيين.
إن غياب التفكير الناقد هو أبشع جريمة يمكن
أن يسببها البشر فى حق أنفسهم. ففى كل يوم يفقد الإنسان حق من حقوقه حتى تنعدم
وتتلاشى تاركه إياه فى محيط من الظلام يغرق ببطىء مقتربا من القاع حتى ينتهى بسلام ، وعلى حد علمى
هذا ما يسمى بالانتحار، ألم أقول لك إنهم يسموا الأشياء بغير أسمائها ؟
العاقل يعرف جيدا أن الحقيقة غالبا ما تكون
مؤلمة. ولهذا ستجد معظم البشر يتجنبون الحقائق قدر المستطاع ، فيصنعون عالم من
الأوهام يقدسونه ويعبدونه ، ستجدهم واثقين من أنفسهم أشد الثقة ، محقرين لك غالبا
، أتعرف لماذا ؟ لأنك لا تعبد نفس الوهم الذى يعبده ويتلذذ به ، أنت بالنسبة إليه –إن
لم تكن منهم- شخص خاسر لا قيمة لك بعد الفناء ، أما هو ففائز ، وأنت تعرف جيدا أن
البشر لا يحبوا الخاسرون أبدا ! أنهم يسعون نحو الفوزالمطلق دائما أنهم من صنعوا المسابقة وهم أنفسهم من وضعوا
القواعد وهم وحدهم من يستطع الفوز ، لا مجال هنا لك يا صديقى !

تعليقات
إرسال تعليق