لقد حان وقت استقرار الأرض، مجددا أصبح العالم هادىء وصافى ، الصحراء الذهبية خاوية ، الجبال واضحة، المياه زرقاء ومتأنقة. الهواء كان نقيا مفعما بالحياة، والرياح أخذت تعدو الأرض بكل حرية، تداعب الأزهار، وتخربش الصخور وترشد الأنهار إلى طريق الخلود، فطريقها أبدى لا ينتهى، قطرات الماء تعيد تكرار الدورة مئات ملايين من المرات بدون يأس أو احتجاج أو شكوى، تتهاوى القطرات من أعلى الشلال متخللة الصخور بخفة معطية للعالم إيقاع مفعم بالحيوية والنشاط والتجدد. تضرب الأشجار جذورها فى التربة باحثة عن مصدر غذاء، باحثة عن أمل وحياة. ملونة العالم باللون الأخضر والأصفر فى إشارة للتنوع والتفرد، مكملة الدورة التي لا تتوقف ولا تتعب
بمكان ليس ببعيد من صوت الشلال ولد طفلا صغير، وصل العالم عاريا ضعيفا للغاية لا يملك الحيلة للبقاء، أعتنى به والديه كبقية. أولادهم. حتى فتح عينيه على العالم، ورأى العالم كما لما يراه أحد. كبر الأخ الاصغر وصاحب والديه وأخوته فى رحلاتهم فى عبر المجهول.كان من الممكن أن تقتله الرياح، أه من قوة الرياح . أو أن تغرقه المياه، أو تسحقه الصخور، لكن العالم تجاهل وجوده. ومن ناحيته أحب العالم وإن لم يفهمه. ذهل بالأشياء الكثيرة المضيئة فى سماء ليل الصحراء ولكن الصحراء كادت أن تقضى عليه وعلى عائلته بغبارها وقسوته.أحب المياه التى تتخلل كل جزء من جسمه السفلى بينما يعبر مجارى الأنهار، لكنه لم يفهم لماذا أراد المحيط إغراقه عند عبورة. لماذا لا تتحدث الصخور إليه؟ لم يدرى أى النباتات مفيدة وأيها ضار. بالرغم من تفرده عن أخوته فى قدرته فى ملاحظة تناغم هذا العالم وسماع موسيقاه ورؤية ألوانه، إلا أن هناك فجوة كانت تتسع فى عقله بمرور الزمن. اختبره العالم مئات المرات ولكنه صمد وتجاوز أسوء كوابيس قوى العالم.
تعليقات
إرسال تعليق