التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إعادة تقيم

يقولون أن أسمى أحمد عبدالله عبدالله عبدالله سالم، ولكن لا أحد يعرف أصل عائلتى أو من أين أتى جدودى. كل المعروف أن جدودى كانوا مجموعة من الفلاحين البسطاء، لا علاقة لهم بالتعليم، فأنا أمثل أول جيل يذهب إلى الجامعة. ولدت فى عائلة بسيطة للغاية، لا تعرف شىء عن العالم. لكنى دائما كنت مميز وأحاول أن أفهم العالم، أنا مازالت أؤمن أنى أذكى وأقوى شخص أعرفه فى حياتى، لكنى لم أقل أبدا أنى أذكى شخص قد تقابله ولم أقل أبدا أنى أذكى شخص فى العالم، هذا غرور وهراء، فأنا أؤمن أنه قد يكون هناك مئة مليون شخصا أذكى منى فى نواحى عدة، لكنى حالة خاصة، فنوع ذكائى لا يمكن مقارنته بالآخرين. لقد ولدت وتربيت فى بيئة كانت قادرة تحويلى إلى شىء ثانوى، شىء لا أريد أن أكون، وفى كل محاولة لى أن أصبح ما أريد، كنت أفشل لأن من كان يحاول تدميرى، هم من المفترض أن يساعدونى، لمدة عشرون عاما، تم قمعى والتقليل منى، فى كل فرصة سعيت من أجلها كانت بيئتى تدمرنى، حتى أصبت بالأكتئاب لمدة أربع سنوات متتالية، وأضطريت إلى أن أعالج نفسى بنفسى، ولكنى لا ألوم أحد الآن، ولن ألوم أحد، فقد حدث ما حدث، والمهم الآن هو إعادة التقيم ورؤية الأمور من منحنى إيجابى


عميقا لم أؤمن يوما أن هناك شخص أو مؤسسة، أو فلسفة أو نظام، قادرين على توجيهى، أو التحكم فى حدودى وأحلامى. أنا مؤمن بنفسى وبقدراتى البسيطة للغاية. والآن بعد أن بلغت الواحد والعشرون، أريد أن أنظر إلى الماضى وأنظر إلى المستقبل. الماضى الذى عاصرته ماضى قاسى للغاية لشخص مثلى، لقد كنت مثل حقل مثمر قبل أن تشتعل فيه النيران، محوله ثمارة زاهية الألوان المتأنقة، إلى فحم أسود، ودخان سام. مازالت أحاول أن أتعامل معه، أنا مازالت لم أتحرر منه، مازال يؤثر على سلبيا، ومازال يثبط نموى، لكنى فى طريقى لتحرر منه، إنها عملية سوف تأخذ وقتا طويلا حتى تنتهى بالطريقة الصحيحة. 


لم أفهم العالم إلا مؤخرا، وعندما نظرت إلى الماضى، رأيت كم الأخطاء الساذجة التى فعلتها، كم الأفكارالخبيثة والملوثة التى أحملها، كم الجهل والوهم الذى كنت أعيش فيه، وأيضا مدى إمكانتى التى حاول الكثير قمعها. عندما أنظر بالماضى أشعر بالغضب، كيف لشخص مثلى أن يعاصر كل هذا، لماذا لم يظهر شخصا فى حياتى ينقذنى من هذا الهراء، كيف لمجتمع بأكمله أن يقمع هذا الطفل؟ لقد أكتشفت أن حدود هذا الطفل كانت تتعدى حدود المجتمع الذى يعيش فيه، كان أقوى منهم كلهم متحدين معا، لم يقدر أحدا على مساعدته لأنهم لم يروا شخصا مثله من قبل. كنت أقوى شخص أعرفه، لكنى كنت صغيرا ولا أفهم طريقة سريان هذا العالم، لهذا لقد أمضيت السنتين الأخرتين فى حياتى، أحاول أن أفهم هذا العالم المعقد، و أعتقد أنى أفهمه بصورة جيدة، لكن مازال هناك الكثير للغاية مازالت أحاول أن أفهمه. ولكنى الآن أعرف من أنا جيدا، وما الذى أريده، وكيف سوف أحققه. أعرف الآن أنه لن يستطيع أى شخص من ماضى أن يساعدنى، لأن ما أريده، يتعدى ما يستطعون الحلم به، والتخطيط لإنجازه. على أن أشق طريقى وحدى، وأن أجمع حولى من يشاركنى رؤيتى ويؤمنون بى. 


من المؤلم أن تعيش وحيدا، لكن المهم أن تمضى إلى الأمام. أن تخطط لتجاوز العقبات، وأن تثبت لنفسك أنك قادر على تحقيق ما تريد.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليابان تغرق أيها الجنرال

   هناك الكثير من الأفكار العشوائية الآن في عقلي. الجيش الأمريكي، ورئيس بوركينا فاسو، ارتداد كرات البلياردو. لقد انتهيت اليوم من أول أربعة امتحانات، وأيضاً مقابلة لوظيفة في الجامعة. لقد شعرت البارحة بسعادة غامرة. الحياة أخيراً تبتسم لي؟ كم مرة؟ ما عدد السنوات التي ظلت الأبواب مغلقة في وجهي؟ خيبات الأمل كثيرة لكنها لم تكن أبداً قادرة على كسر إرادتي. لقد تعودت على بذل مجهود بدون مقابل ولكن هذا تغير الآن. كل ما أفعله الآن له مقابل. مؤخراً أشعر بالجنون، أي أنني أترك الأفكار تخرج من عقلي دون تفكير، أنا لا ألبس قناعاً لأي شخص الآن، إذا لم يعجبك تفكيري المجنون، تجنبني أرجوك، هذه هي رسالتي للعالم. أمر بفترة فقر روحي، أعلم هذا وألاحظه ولا أريد أن أعدله، لا أريد أن أنمو روحياً الآن، لا أريد أن أكتسب الحكمة وأذهب إلى الغابة. هناك بعض الأشياء المادية التي أريدها من العالم الآن وأنا أسعى نحوها بوعي. أفتقد أصدقائي، أفتقد قهوة السماحي وليالي الشتاء الدافئة، أفتقد الأفكار الإبداعية التي كنا نبتكرها لنضحك. أفتقد سائقي الميكروباص جديلة الترعة المتهورين، وأضواء الميكروباص الليلية. أفتقد تلك اللح...

عودة الأخ الأصغر

 لقد تغير العالم كثيرًا بقدوم الأخ الأصغر . كانت البشرية قد عانت بالفعل من الكثير مؤخرًا، وكان البشر فى أشد اشتياق للْمُخَلِّص. مع انتهاء الحرب فقَدَ البشر الإيمان بالكثير من المعتقدات البشرية سواء بأراداتهم الخالصة أو أجبروا، تصاعد الأمر لأن فقد أكثرية من البشر الإيمان فى البشرية ككل حتى أنهم أخيرا أدركوا الأولويات الحقيقة بعد سلسلة من المصائب كادت تمحى وجودهم الخافت. لم يعد البقاء وحده هو الأولوية  الأهم، البقاء بجانب الأمان والتطلع للحرية هذا ما يريدوه من الآن وإلى الأبد علمتهم الحرب أن البقاء ليس كافيا، ما الذى يُفرق بين الإنسان والحيوان اذن؟ البقاء فى أمان واستقرار مع التطلع إلى الحرية هذا ما رأيتهم عقولهم فور إنتهاء الحرب  ولكن البقاء والأمان مترابطان مع القوة. أما عن الحرية فكانت ضبابية عليهم، لكنهم أرادوها بشدة، كغريق ينظر إلى رمال الشاطئ. كتائه فى الصحراء رأى جزيرة بعد دهور من غير مياه. وُلد شعورا عالميا بوجوب وجود الحرية  كأحد المتطلبات الأساسية للبشر. وبالطبع أدركوا سريعا أن القوة والحرية متعارضان. الحرية تخلق القوة أو تبددها، بينما تقمع القوة ال...

چيِنْ

عزيزتي  چيِنْ ،   كيف   حالك   مؤخرا؟   غريبة   هي   الحياة   في   تقلباتها .  كنا   البارحة   نجلس   ونضحك   والآن   فرقتنا   المسافات   مجددا .  صحيح،   هل  مازلتي   تحتفظين   بعلم   دولة   نيبال   الذي   أهديته   لك   في   عيد   ميلادك؟   لم   أسمع   منكِ   منذ   سنوات،   لكنك   دائما   في   خاطري .  لماذا   لم   أسأل   عليك؟ لأني   أعرف   مدي   صلابتك   أيها   الصديق   القديم .  كنت   ولازالت   معجبا   بقدرتك   علي   ممارسة   الحياة .  لكن   هناك   شيء   أود   أن   أحدثك   عنه .    في   أخر مرة   تقابلنا   حدثتني   عن   اللعنات .  قلت   لي   ذات   مرة   أنك   تشعرين   بأن   هناك   لعنة   تط...