عزيزى ديفيد،
كيف حالك اليوم؟ سمعت مؤخرا أنك تعانى من بعض الصعوبات، ولكن من منا لا يعانى منها يا صديقى؟ ألم نتفق فى آخر مرة تقابلنا فيها أن نمضى مع تلك الحياة العشوائية، وأن نتقبل لما تعطينا إياه من فترات جيدة، وأن لا نشتكى عندما تخيب أملنا. لقد عهدتك إنسان رائعا، وسوف تظل رائعا فى نظرى حتى وأنت مهموم أو مهزوم. المهم يا صديقى أن لا أراك متوقفا، لأن الحياة ستمضى إلى الأمام بدونك. يبدو أن الحياة التى تعيشها خالية من المعنى، ولا ذنب لك فى هذا، أنا مطئمن أنك سوف تعيش الحياة التى تريدها إن عبرت من كل هذا متكاملا، لا تجعل تلك السنوات العجاف تؤثر فى شخصك يا ديفيد، بالنسبة لى دائما، كنت مثل القارب، وأنت تفهم جيدا أن القارب السليم يستطيع عبور النهر اليوم، والمحيط فى الغد، لكن القارب المثقوب لن يبحر أبدا يا عزيزى. أنا لست قلقلا عليك لأنى أعرف جوهرك جيدا، أعرف أن بذورك قادرة على الإنبات وتكوين شجرة عظيمة، وأتفهم يا ديفيد أنه عندما تتحسن الظروف سوف تنهى مرحلة سباتك وسوف تنمو. تنتشر الحكايات عنك يا ديفيد سريعا، وتقول لى الرياح أنك مازالت حزين، ولكن لما الحزن يا صديقى العزيز؟ ألم نتفق أن لا ننظر إلى الخلف؟ وأننا سوف نعيش من أجل الحاضر، فنحن لا نملك المستقبل، كل ما نملكه هو الآن، ويصعب على رؤيتك تعانى فى الحاضر لأنك مشغولا بمطاردة أشباح الماضى، دعك من كل هذا يا ديفيد، دعك من الماضى وأبدأ الآن. فى كل خطاباتى لك، سوف أظل أذكرك أن العالم كبير، أجل أنه كبير للغاية يا ديفيد صدقنى، ودائما هناك فرصة لك، فى مكان ما مع أناس ما، أود أن أذكرك بأن لا تترك الأشياء اليومية الصغيرة تؤثر على مزاجك، لا يهم عدد خيبات الأمل فى حياتك العاطفية، ولا يهم عدد الفرص الضائعة فى مجال عملك، ولا يهم المشاكل الثانوية مع عائلتك و أصدقائك، كل هذا ليس من المفترض أن يؤثر فيك سلبيا يا ديفيد، كل هذا طبيعى وعليك أن تتقبله، عليك أن تبدأ بالممارسة يا ديفيد، مارس التأمل حتى تستطيع تقبل هذا دون الشعور بمشاعر سلبية، فى نهاية خطابى أود أن أعتذر منك، لربما لم أعانى مما تعانيه، لربما كانت ظروفك مختلفة، لكنى أود أن أوكد لك يا ديفيد أنك تحمل بذور الحياة بداخلك، وعندما تتحسن البيئة سوف تزهر وتعطى ريحا طيبة تأسر كل من يقترب منها.
صديقك الملخص
أحمد سالم
تعليقات
إرسال تعليق