قبل أن يغادر أغسطس، قررت الرياح أن تداعبنا. لقد تحركت أمواج القنال بعد ركود قد طال. هدئت الشمس من حدة إشعاعها، وأنتشرت السحب فى السماء، لكنها أصبحت مائلة للسواد. كم الساعة الآن؟ إن الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، ها أنا قد استيقظ من نومى وأتفحص هاتفى، أغادر المسجد حيث أنام بعد أن أخرج من «الناموسية» الرائعة. أنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم، لكن كوكب المشترى هو أسطع الأجرام، وليس ببعيد عنه مازال زحل يتوهج، وأحيانا يحالفنى الحظ وأستطيع رؤية المريخ. أجلس على المحطة، وأبدأ بتشغيل أغانى عبدالباسط حمودة. استمع لها وأنا سعيد. ولحسن حظى اليوم تجرى تجربة على كوبرى الفرادان، هاهو الكوبرى يتحرك ببطىء فوق المياه حتى يصبح قنطرة يستطيع القطار من خلالها العبور فوق القنال. فى الماضى كان هناك محطة على هذا القطار فى تصل إلى عمق غزة، عندما كانت مصر وفلسطين تحت الإحتلال الإنلجيزى. بما أشعر الآن؟ بشعور البدايات. أشعر أنى سوف أبدأ كل شىء من جديد، ولكن هذه المرة بمنظور مختلف تماما عن السابق. يبدأ عبدالباسط بالغناء «الجو هادى خالص»، وهو كذلك ياعم عباسط. أظل استمع إلى الأغانى حتى الفجر بينما أرد على ...