قبل أن يغادر أغسطس، قررت الرياح أن تداعبنا. لقد تحركت أمواج القنال بعد ركود قد طال. هدئت الشمس من حدة إشعاعها، وأنتشرت السحب فى السماء، لكنها أصبحت مائلة للسواد.
كم الساعة الآن؟ إن الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، ها أنا قد استيقظ من نومى وأتفحص هاتفى، أغادر المسجد حيث أنام بعد أن أخرج من «الناموسية» الرائعة. أنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم، لكن كوكب المشترى هو أسطع الأجرام، وليس ببعيد عنه مازال زحل يتوهج، وأحيانا يحالفنى الحظ وأستطيع رؤية المريخ. أجلس على المحطة، وأبدأ بتشغيل أغانى عبدالباسط حمودة. استمع لها وأنا سعيد. ولحسن حظى اليوم تجرى تجربة على كوبرى الفرادان، هاهو الكوبرى يتحرك ببطىء فوق المياه حتى يصبح قنطرة يستطيع القطار من خلالها العبور فوق القنال. فى الماضى كان هناك محطة على هذا القطار فى تصل إلى عمق غزة، عندما كانت مصر وفلسطين تحت الإحتلال الإنلجيزى.
بما أشعر الآن؟ بشعور البدايات. أشعر أنى سوف أبدأ كل شىء من جديد، ولكن هذه المرة بمنظور مختلف تماما عن السابق. يبدأ عبدالباسط بالغناء «الجو هادى خالص»، وهو كذلك ياعم عباسط. أظل استمع إلى الأغانى حتى الفجر بينما أرد على رسائل الهاتف. وقبل أن ينبلج الضياء، أدخل إلى الناموسية وأحاول النوم.
أنام حوالى 4 ساعات، استيقظ، أغسل وجهى، أرتدى الملابس الرسمية وأحلق ذقنى ثم أجلس للقراءة. بدأت فى رواية «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، اقرأ حوالى 50 صفحة قبل أن أتوقف. أخرج من المسجد، أجلس أمام العنبر، أنظر إلى الطريق. هاهى سيارات الفلسطنيون تذهب إلى المعدية. أذهب لتحضير كوب الشاى وأقوم بجلب كومة من اللب، وأجلس أنظر إلى الطريق بينما استمع إلى بعض الأغانى، ليس هناك أى هدف مما أفعله سوى الإسترخاء.
تذكرت إنه دورى فى غسل المواعين. أرتدى ترينج اللايقة، أضع ال «Gloves» وأبدأ بالاشتباك. ينتهى الأمر سريعا، فأنا أصبحت خبرة الآن فى هذا الأمر. أنتهى وأذهب إلى المسجد، أجلس على المرتبة وأبدأ بمذاكرة الجزء الجديد من الـ GRE. لقد انتهيت من الجزء الرياضيات، ويبدو أن التحدى سوف يكون فى الجزء اللغوى.
نحن الآن فى الظهر، يبدأ الأخرون بتحضير الإفطار المعتاد الذى يتكون غالبا من الفول والبطاطس والباذنجان. نتاوله ثم أقوم بتحضير كوب من الليمون الساقع. تنخفض درجة حرارتى بعد شربه. لم أكن لأستطيع أن أنجو من حرارة أغسطس بدون عصير الليمون البارد. فى فترة العصارى، أقوم بقضاء وقتى أمام اللاب بتوب، أنهى بعض الأمور المتعلقة بالدراسات العليا. قبل المغرب إذهب وأجلس أمام البحر أستمع إلى عبدالحليم بينما أحل بعض المسائل الرياضية أو اللغوية حتى مغيب الشمس. بعد مغيب الشمس يبدأ الأخرون بتحضير العشاء، وأبدأ أنا بمذاكرة اللغة الإنجليزية من الكتاب. أساعد فى نقل العشاء الذى عادة يكون لحمة وفاصوليا أو مكرونة وبانية. بعد العشاء أغسل أسنانى ثم أذهب إلى النوم.
تعليقات
إرسال تعليق