التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حى الجامعة

 أشعر بحاجة إلى كتابة ما جرى مؤخرًا. لقد انتقلتُ إلى ألمانيا. إنها تجربة غنية منذ بدايتها. تعرفتُ على مجموعة من الفلسطينيين يحاولون الحصول على اللجوء من اليونان ومن ثم العمل في الاتحاد الأوروبي. كان هناك رجل يعمل في ألمانيا منذ 30 عامًا ومعه الجنسية. دخل هذا الشخص في نقاش مع شخص آخر حول كيفية انتهاء حكم السيسي. تأخرت الطائرة لمدة ساعتين، ولكن لم أشعر بتأخرها. كانت تجربة الطيران مثيرة، كنت أطير لأول مرة في حياتي. ولكن تصرفت وكأني معتاد على السفر، كان هذا سلوكي. وصلتُ إلى مطار هامبورج، ثم ركبتُ باصًا حيث كان هناك سائق عربي أوصلني إلى كيل. ومن ثم جاء ثلاثة شبان، فتاة تُدعى سالي من إسكندرية وطالب مصري في نفس كليتي وشخص آخر سوري لديه سيارة. ساعدتني سالي كثيرًا، بدونها كان اليوم سيكون كارثيًا. أنا ممتن لها كثيرًا. أوصلني الشبان إلى مكان السكن، وتركتُ حقائب السفر عند فتاة هندية. وبعد ذلك توجهنا إلى فندق الشبان في كيل. كان معي في الغرفة ثلاثة ألمان، وكانوا لطفاء ومثقفين للغاية. عندما قلت لهم إنني من مصر، تحدثوا عن العاصمة التي تبنيها الحكومة في الصحراء. انطباعي حتى الآن عن الشعب الألماني أنه شعب جيد. في اليوم التالي ذهبتُ إلى السكن حتى أستلم المفاتيح، وتوهتُ في الطريق وساعدني شخصان من العرب في ركوب الباص المناسب. وصلتُ إلى السكن وأخذتُ المفاتيح.

تعرفتُ على الأشخاص الذين يسكنون معي في الطابق. هناك فتاة إندونيسية تدرس الإعلام. وبجانب غرفتي شخص يدعى كورا من فيتنام، أنا أحبه للغاية، أمام غرفتي مباشرة يوجد فتاة سويدية جميلة تدرس العلاقات الدولية وتقوم ببرنامج إيراسموس. ويوجد شخص هندي في السنة الأخيرة من الماجستير.

ما أعجبني حتى الآن في ألمانيا هي الأشجار الكثيرة ونقاء الهواء. وأيضًا المياه الدافئة، لقد أصبحت أستحم كل يوم لأن المياه نظيفة وساخنة، يمكنني شرب مياه الحمام. ستكون تجربة مثيرة وغنية، وأتمنى الأفضل. أما سبب تسمية التدوينة بهذا الاسم، فهو لأنني كنتُ أسكن في حي الجامعة في مصر، وكانت الجامعة هنا هي جامعة المنصورة، أما الآن فأنا أسكن حي الجامعة أيضًا ولكن تلك المرة جامعة كيل.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليابان تغرق أيها الجنرال

   هناك الكثير من الأفكار العشوائية الآن في عقلي. الجيش الأمريكي، ورئيس بوركينا فاسو، ارتداد كرات البلياردو. لقد انتهيت اليوم من أول أربعة امتحانات، وأيضاً مقابلة لوظيفة في الجامعة. لقد شعرت البارحة بسعادة غامرة. الحياة أخيراً تبتسم لي؟ كم مرة؟ ما عدد السنوات التي ظلت الأبواب مغلقة في وجهي؟ خيبات الأمل كثيرة لكنها لم تكن أبداً قادرة على كسر إرادتي. لقد تعودت على بذل مجهود بدون مقابل ولكن هذا تغير الآن. كل ما أفعله الآن له مقابل. مؤخراً أشعر بالجنون، أي أنني أترك الأفكار تخرج من عقلي دون تفكير، أنا لا ألبس قناعاً لأي شخص الآن، إذا لم يعجبك تفكيري المجنون، تجنبني أرجوك، هذه هي رسالتي للعالم. أمر بفترة فقر روحي، أعلم هذا وألاحظه ولا أريد أن أعدله، لا أريد أن أنمو روحياً الآن، لا أريد أن أكتسب الحكمة وأذهب إلى الغابة. هناك بعض الأشياء المادية التي أريدها من العالم الآن وأنا أسعى نحوها بوعي. أفتقد أصدقائي، أفتقد قهوة السماحي وليالي الشتاء الدافئة، أفتقد الأفكار الإبداعية التي كنا نبتكرها لنضحك. أفتقد سائقي الميكروباص جديلة الترعة المتهورين، وأضواء الميكروباص الليلية. أفتقد تلك اللح...

عودة الأخ الأصغر

 لقد تغير العالم كثيرًا بقدوم الأخ الأصغر . كانت البشرية قد عانت بالفعل من الكثير مؤخرًا، وكان البشر فى أشد اشتياق للْمُخَلِّص. مع انتهاء الحرب فقَدَ البشر الإيمان بالكثير من المعتقدات البشرية سواء بأراداتهم الخالصة أو أجبروا، تصاعد الأمر لأن فقد أكثرية من البشر الإيمان فى البشرية ككل حتى أنهم أخيرا أدركوا الأولويات الحقيقة بعد سلسلة من المصائب كادت تمحى وجودهم الخافت. لم يعد البقاء وحده هو الأولوية  الأهم، البقاء بجانب الأمان والتطلع للحرية هذا ما يريدوه من الآن وإلى الأبد علمتهم الحرب أن البقاء ليس كافيا، ما الذى يُفرق بين الإنسان والحيوان اذن؟ البقاء فى أمان واستقرار مع التطلع إلى الحرية هذا ما رأيتهم عقولهم فور إنتهاء الحرب  ولكن البقاء والأمان مترابطان مع القوة. أما عن الحرية فكانت ضبابية عليهم، لكنهم أرادوها بشدة، كغريق ينظر إلى رمال الشاطئ. كتائه فى الصحراء رأى جزيرة بعد دهور من غير مياه. وُلد شعورا عالميا بوجوب وجود الحرية  كأحد المتطلبات الأساسية للبشر. وبالطبع أدركوا سريعا أن القوة والحرية متعارضان. الحرية تخلق القوة أو تبددها، بينما تقمع القوة ال...

چيِنْ

عزيزتي  چيِنْ ،   كيف   حالك   مؤخرا؟   غريبة   هي   الحياة   في   تقلباتها .  كنا   البارحة   نجلس   ونضحك   والآن   فرقتنا   المسافات   مجددا .  صحيح،   هل  مازلتي   تحتفظين   بعلم   دولة   نيبال   الذي   أهديته   لك   في   عيد   ميلادك؟   لم   أسمع   منكِ   منذ   سنوات،   لكنك   دائما   في   خاطري .  لماذا   لم   أسأل   عليك؟ لأني   أعرف   مدي   صلابتك   أيها   الصديق   القديم .  كنت   ولازالت   معجبا   بقدرتك   علي   ممارسة   الحياة .  لكن   هناك   شيء   أود   أن   أحدثك   عنه .    في   أخر مرة   تقابلنا   حدثتني   عن   اللعنات .  قلت   لي   ذات   مرة   أنك   تشعرين   بأن   هناك   لعنة   تط...