لا أعرف ما هو تصورك وتفسيرك لكيفية نشوء الحياة التي مازالت لغزا لم تسطع حدودنا المعرفية الوصول إليها بشكل كامل ولكن الذى أعرفه جيدا أنه عند وجود فرضيات أو حقائق تعارض معتقداتك التي تربيت عليها أو نشئت نتيجة لفلسفتك الخاصة عليك أن تستخدم التفكير الناقد فى وصولك للحقيقة الصحيحة .و إن الحقيقة الأولى التى تعلمنا أيها الفلسفة أننا قد نكون جميعا مخطئين. لذا دعنا نرى تلك القصة التي تحكى لنا عن تاريخ الإنسان.
"يدعى البعض نظرية التطور مجرد نظرية . كما لو كانت مجرد رأي. نظرية التطور, مثل نظرية الجاذبية هو حقيقة علمية."
ــ نيل ديغراس تايسون
تبدأ قصة سلالتك مع قصة مشتركة من أصل البشرية.أنت وابن عمك البعيد الشمبانزي لديكم جد مشترك الذى عاش منذ حوالى ستة ونصف مليون سنة مضت . لكن العديد من الاشياء تميزنا عن الشمبانزي مثل أدمغتنا الكبيرة القادرة على التفكير وتطوير لغات معقدة ولدينا هيكلنا الذى يلائم مع السير باعتدال.
هذه الصفات البشرية قد تطورت تدريجيا على مدى ملايين السنين ، يكشف لنا سجل الحفريات عن استعراض طويل وحافل للاحداث لاجداد الانسان ، خلال بعض الفترات تعايش العديد من أجدادنا ، تدريجا اصبحوا اكثر كفاءة يمشون باعتدال وفى وقت لاحق طورت الجمجمة لحالات اكبر للدماغ خصص للتفكير اكثر واقل للمضغ .
معرفتنا بالعلاقات دقيقة بين هؤلاء الاجداد و غير كاملة ، وغالبا يتم تنقيحهم بسبب اكتشاف حفريات جديدة بعضهم كان أجدادنا مباشرة وبعضهم كان من ابناء عمومة بعيدة الذين اصبح تطورهم فى طريق مسدود.
لكن من مائتين الف سنة مضت اصبحنا على ارض صلبة .اكتشفنا عظام اشخاص فى افريقيا التي تبدو مثلنا بعض الشيء ، ليس بالضبط مثلنا لكن قريبة. اشعلوا النار وقشروا الحجارة برؤس المحارييب والسكاكين ، كانوا اقوياء جسديا ولذلك اعتمدوا على عضلاتهم وليس التكنولوجيا ليبقوا اكثر على قيد الحياة.
هنا بالاضافة للحفريات لدينا علم الوراثة ليساعدنا لنجد اقربائنا فى عصر ما قبل التاريخ ، كلنا الذين نعيش اليوم ورثنا حمضنا النووى من مجموعة قوم قدماء قليلة كانت تعيش فى أفريقيا.
مع مرور الوقت بدأوا يبدوا اكثر و اكثر مثلنا وقبل مائة الف سنة مضت لم تكن هياكلهم العظمية مختلفة عنا لكن تقاسم الانسان العاقل « Homo sapiens » الكرة الارضية مع اثنين من ابناء عمومته البعيدين وبحلول هذا الوقت نتيجة لهجرات سابقة عاش الانسان « Homo erectus » منتصب القامة عبر آسيا وكان هذا لمدة اثنين مليون سنة.
« الانسان « Homo erectus » لدية دماغ كبير ولديه بعض الافؤس المصنوعه من الحجارة اشعل بعض النيران و أرتدى بعض الملابس»
وفى نفس الوقت عاش البشر البادئين عبر أوروبا وغرب ووسط آسيا كان لديهم دماغ اقرب.صنعوا الرماح وأدوات حجرية مشابه لتلك التي وجدت فى افريقيا واعتنوا بمرضاهم والعاجزين ودفنوا مواتهم.
منذ 50 الف سنة بدا الناس بصناعة أدوات أكثر تطورا ويتفانون بشكل أكبر ، هل كانت القدرات اللغوية هي من أشعلت موجة الابتكار هذه ؟ ربما التغيرات الجنينة سمحت لبعض الناس بان يعبروا ويستخدموا مصطلحات اكثر تعقيدا فى اللغة.
منذ حوالى 50 الف سنة انتقلت بعض المجموعات الصغرى آسيا، تقريبا 100 شخص ، كل انسان على قد الحياة اليوم لا تنتمى إلى اصول إفريقيه قد يكون من نسل هولاء المسافرين ، فى غضون بعد الاف السنين اصبحت الظروف المناخية جافة وتوسعت الصحراء الكبرى بحيث اصبح من الصعب الرجوع الى الوراء ، ثم يتبع المسافرين الطريق الساحلي شرقا فى اسيا ، يصلون إلى ماليزيا حاليا خلال الالفية ، هل التقو مع الانسان « Homo erectus » على الطريق ؟ الحمض النووى يقترح انهم فعلوا.
منذ 45 الف سنة كان الناس يعيشون فى أجزاء من استراليا ، ووصلوا إلى أوروبا فى نفس الوقت. واجه المسافرين مناخ وتضاريس صعبة جدا اثناء توجهم شمالا الى اوروبا وبطريقة غامضة ووصلوا إلى استراليا.
20 الف سنة مضت على العالم فى أعماق العصر الجليدي الأخير. صنع العصر الجليدي حواجز وجسور فى نفس الوقت ، ويفترض أنه ساعد الانسان للانتقال من سيبريا إلى الاسكا ومن ثم الى أماكن أخرى فى أمريكا الشمالية.
والأن قد أنتشر البشر فى جميع أنحاء القارات ماعدا القارة القطبية الجنوبية. ومع الانتشار بدأت تطور اللغات المختلفة وتتميز المجتمعات جنيا وثقافيا عن بعضها البعض.
منذ 14 الف سنة مضت انتهى العصر الجليدي. ونتيجة لهطول الامطار وإرتفاع درجات الحرارة ظهرت مناطق غنية جدا بالنباتات والحيوانات ولم يعد الناس فى حاجة للسفر للبحث عن الطعام . وبدأ الناس يعيشون فى قرى إعتمادا على الزراعة واستخدموا الحيوانات سهله الانقياد. وتطورت القرى إلى المدن. ومنذ 6 الاف سنة مضت وفى بلاد ما بين النهرين كان هناك مدن مع ثروة سلطة ونظام إجتماعى جيد.
تعليقات
إرسال تعليق