"العثور على الحقيقة أمر صعب و الطريق إليها وعر وكباحث خلف الحقيقة سيكون من الحكمة ان تمتنع عن الحكم السابق وأن لا تضع ثقتك فى كتابات القدماء. عليك أن تتسأل وتقوم بدراسة نقدية لهذه الكتابات لأي جهه تابعة لها. عليك أن تخضعها فقط للحجة والإختبار وليس لأي قول من أي شخص لأن جميع البشر معرضون لجميع الأنواع من العيوب ، كباحثين خلف الحقيقة علينا ايضا ان نشكك ونستجوب الافكار خاصتنا اثناء ادائنا للتحقيق لتجنب الوقوع فى التحيز او التفكير المهمل ، إتبع هذا المسار وستنكشف الحقيقة لك"
ابن الهيثم
فالعلم لم يعد حكرا لأحد بعد الآن ، لم يعد يتطلب عرقا معينا أو سنا محددا ، فالعلم للجميع و لكن أي علم هذا ؟ العلم المبنى على أسس تجريبية استنادا إلى حقائق و نظريات علمية خاضعة للشك و النقد و التمحيص قابلة للتغيير و التعديل و التطوير ؛ أم العلم المبنى على أسس غير منطقية ، غير قابلة للشك و التعديل و التطوير معادية للتفكير الناقد ، مستمدة قوتها بكثرتها .
المشكلة ليست فى العلم ، المشكلة تكمن فى النفوس البشرية ، التي تأخذ العلم و تعيد صياغته بطريقة تناسب آرائهم و تفكيرهم و تنشر جزء من الحقيقة التي بالكاد تشبع فضولك المعرفي لأنك تستسهل عدم البحث عن الحقيقة فى بيئة أصبح التجدد فيها نادرا و محاربا .
الحل يكمن فى عدم الرضى ، يجب أن تسأل عن أصل كل شيء ، و أن تستخدم التفكير الناقد و العلمي فى بحثك عن الأدلة وتقييمها . يجب أن تطور مهاراتك الشخصية و العقلية و تتدرج فى طرق التفكير فمعظمنا مر بالتفكير الخرافي الذى لا يفسر الظواهر و لا يستند حتى إلى أسس منطقية ، ثانيا التفكير الديني الذى يتعلق بقدرة الإله و إثبات وجوده و من ثم التفكير العلمي و هو محاولة الوصول إلى الأسباب الحقيقية المباشرة –فى إطار ممنهج– للظواهر و يضع لها القوانين ، و أخيرا التفكير الفلسفي و هو البحث عن ماهية الأشياء و التفكير بمنظور عميق مستندًا إلى الحقائق العلمية فى محاولة لفهم الكون و معالجة المشاكل . و أحب أن أضيف التفكير الإبداعي الذى قلما نراه ، لكنى أؤمن إيمانًا كليًا أنه موجود لكنه ما زال و سيزال محارب من أنواع التفكير العقيمة..
"في مكان ما في العالم هناك فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، تلك التي ستغير العالم، وتفوز بجائزة نوبل على ذلك. ستجعل الناس أكثر صحة، أوربما ستتمكن من رؤية نجوم جديدة، أو ربما تكتشف شيئا جديدا عجيبا!. لكن كل ذلك بسبب والديها والمعلمين الذين علموها أن لا تكون راضية عن كيفية ظهور الأشياء، وإعطائها أدوات التفكير النقدي لكي تجبر الكون للكشف عن طبيعته الحقيقية. "
" آدم راذرفور " وترجمه "بهاء محمد "
تعليقات
إرسال تعليق