عادة ما نجتمع يوم الخميس فى مقهى روتانا، هاهو حسونة يأتى ب«بالترنك الذى يحمل شعار المنتخب الوطنى» مبتسما كعادته، وهاهو زيتون يأتى بهدوء وبرود ويجلس دون إحداث ضجة، أما عن حتحوت آخر من يصل فإنه لابد أن يقول شىء بينما يجلس، شىء مضحكا بالطبع، وها أنا آتى مبتسما كالعادة ولدى شىء لأقوله مثل حتحوت. أحيانا ينضم إلينا عبغنى لكنة لا يفضل جلسات القهوة بسبب مشاكل فى الحنجرة.
مشروبى كالعادة هو قهوة فرنساوى زيادة، و حسونة أما شاى أو فيروز، والأمر نفسه لزيتون. إما حتحوت فهو له حالتين لا ثالث لهما، أم إن يأتى بقليل من المال فيطلب شاى غصب واقتدار، وإما أن يأتى ومعه ما يكفى ليطلب قصب بالمكسرات ويطنطط علينا.
جلسات القهوة تكون مولعة بالنقاشات الحادة فى شتى مناحى الحياة، لكن يغلب عليها طابع الخبرات اليومى، لكل منا حكايات متجددة ، ملئه بالمواقف المضحكة. وخاصة حسون وحتحوت. بحكم عملهم فى المسرح فلديهم الكثير من المواقف لتروى. عادة ما تبدأ القعدة بلعب البوكر أو ننظم بطولة العالم فى الدومينو.
ومن يكسب دور البوكر يستحق الكثير من الأحترام والتقدير فى القعدة. فى أحد المرات كان هناك صراع جدى بين من سيفوز، بينى وبين حتحوت بسبب التربية العسكرية، فاهو كان فى كتيبة أغلبها من طلاب كلية العلوم وكان يغلب عليها الغباء، فكان دور البوكر هذا تحدى لى كلاعب بوكر محترف يمثل كلية العلوم، أمام حتحوت الناقم علينا ممثلا كلية الصيدلة. بالطبع تفوز كلية العلوم على الصيدلة، لكننى أشارك حتحوت نقمه على تلك الكتيبة الغبية. وفى مرة أخرى، قررنا اللعب على الملابس، فخسرت أنا وحسونة جميع ملابسنا لصالح زيتون، ولكننا لم نخسر النضارة والشراب!
تتلاشى كل تلك الحكايات والضحكات فى فلك دخان القهوة المحيط بينا، وعندما نغادر القهوة، أكون ثقيلاً منتشيًا سعيدًا لا من الدخان بل من قصص أصدقائى، فهم أخبرونى أشياء كثيرة، عن ما خلف الكثير من الأبواب، التى كان من الممكن أن أضيع سنين فى فتحها. كل أسبوع على القهوة هو جرعة من خبرات وأفكار كان من الممكن أن تأخذ منى سنوات.
تعليقات
إرسال تعليق