التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

تاريخ الاخ الاصغر

لقد حان وقت استقرار الأرض، مجددا أصبح العالم هادىء وصافى ، الصحراء الذهبية خاوية ، الجبال واضحة، المياه  زرقاء ومتأنقة. الهواء كان نقيا مفعما بالحياة، والرياح أخذت تعدو الأرض بكل حرية، تداعب الأزهار، وتخربش الصخور وترشد الأنهار إلى طريق الخلود، فطريقها أبدى لا ينتهى، قطرات الماء تعيد تكرار الدورة مئات ملايين من المرات بدون يأس أو احتجاج أو شكوى، تتهاوى القطرات من أعلى الشلال متخللة الصخور بخفة معطية للعالم إيقاع  مفعم بالحيوية والنشاط والتجدد. تضرب الأشجار جذورها فى التربة باحثة عن مصدر غذاء، باحثة عن أمل وحياة. ملونة العالم باللون الأخضر والأصفر فى إشارة للتنوع والتفرد، مكملة الدورة التي لا تتوقف ولا تتعب بمكان ليس ببعيد من صوت الشلال ولد طفلا صغير، وصل العالم عاريا ضعيفا للغاية لا يملك الحيلة للبقاء، أعتنى به والديه كبقية. أولادهم.  حتى فتح عينيه على العالم، ورأى العالم كما لما يراه أحد. كبر الأخ الاصغر وصاحب والديه وأخوته فى رحلاتهم فى عبر المجهول.كان من الممكن أن تقتله الرياح، أه من قوة الرياح . أو أن تغرقه المياه، أو تسحقه الصخور، لكن العالم تجاهل وجوده. ومن ...

عودة الأخ الأصغر

 لقد تغير العالم كثيرًا بقدوم الأخ الأصغر . كانت البشرية قد عانت بالفعل من الكثير مؤخرًا، وكان البشر فى أشد اشتياق للْمُخَلِّص. مع انتهاء الحرب فقَدَ البشر الإيمان بالكثير من المعتقدات البشرية سواء بأراداتهم الخالصة أو أجبروا، تصاعد الأمر لأن فقد أكثرية من البشر الإيمان فى البشرية ككل حتى أنهم أخيرا أدركوا الأولويات الحقيقة بعد سلسلة من المصائب كادت تمحى وجودهم الخافت. لم يعد البقاء وحده هو الأولوية  الأهم، البقاء بجانب الأمان والتطلع للحرية هذا ما يريدوه من الآن وإلى الأبد علمتهم الحرب أن البقاء ليس كافيا، ما الذى يُفرق بين الإنسان والحيوان اذن؟ البقاء فى أمان واستقرار مع التطلع إلى الحرية هذا ما رأيتهم عقولهم فور إنتهاء الحرب  ولكن البقاء والأمان مترابطان مع القوة. أما عن الحرية فكانت ضبابية عليهم، لكنهم أرادوها بشدة، كغريق ينظر إلى رمال الشاطئ. كتائه فى الصحراء رأى جزيرة بعد دهور من غير مياه. وُلد شعورا عالميا بوجوب وجود الحرية  كأحد المتطلبات الأساسية للبشر. وبالطبع أدركوا سريعا أن القوة والحرية متعارضان. الحرية تخلق القوة أو تبددها، بينما تقمع القوة ال...