هناك ظاهرة لاحظتها فى المجتمع المصرى، أننا نعيش فى الماضى وأننا متأخرون عن ما يسمى الحاضر حوالى عشر سنوات فى كل شىء، و خاصة فى العلم. نحن نعيد إختراع العجلة كل يوم. حتى نملىء الفراغ الفزيائى، ونثبت للعالم أن تلك الرقعة من الأرض ملكنا. هناك مقولة قد سبق وإن قرأتها فى كتاب تقول: أن المستقبل هنا ولكنه متوزع بشكل غير متساوى. ولكن فى حالتنا هنا فى مصر يمكننا القول أن الحاضر هنا ولكنه متوزع بشكل غير متساوى، فكلما إبتعدت عن القاهرة بدأت بالإبتعاد عن الحاضر. حتى القاهرة نفسها تلهث وتتعرق حتى تواكب الحاضر، عوضا على أن تسايره واثقة هادئة متزنة. ولكن ما الحل؟ ما هى سبل المواصلات إلى الحاضر؟ أعتقد أن أفضل إجابة هى السفر. سافر وعيش الحاضر بالخارج حتى لو شهور، حتى تقلل من الفجوة الزمنية التى نعيش فيها. سافر إلى الحاضر، قبل أن تحلم بالسفر إلى المستقبل.
هناك الكثير من الأفكار العشوائية الآن في عقلي. الجيش الأمريكي، ورئيس بوركينا فاسو، ارتداد كرات البلياردو. لقد انتهيت اليوم من أول أربعة امتحانات، وأيضاً مقابلة لوظيفة في الجامعة. لقد شعرت البارحة بسعادة غامرة. الحياة أخيراً تبتسم لي؟ كم مرة؟ ما عدد السنوات التي ظلت الأبواب مغلقة في وجهي؟ خيبات الأمل كثيرة لكنها لم تكن أبداً قادرة على كسر إرادتي. لقد تعودت على بذل مجهود بدون مقابل ولكن هذا تغير الآن. كل ما أفعله الآن له مقابل. مؤخراً أشعر بالجنون، أي أنني أترك الأفكار تخرج من عقلي دون تفكير، أنا لا ألبس قناعاً لأي شخص الآن، إذا لم يعجبك تفكيري المجنون، تجنبني أرجوك، هذه هي رسالتي للعالم. أمر بفترة فقر روحي، أعلم هذا وألاحظه ولا أريد أن أعدله، لا أريد أن أنمو روحياً الآن، لا أريد أن أكتسب الحكمة وأذهب إلى الغابة. هناك بعض الأشياء المادية التي أريدها من العالم الآن وأنا أسعى نحوها بوعي. أفتقد أصدقائي، أفتقد قهوة السماحي وليالي الشتاء الدافئة، أفتقد الأفكار الإبداعية التي كنا نبتكرها لنضحك. أفتقد سائقي الميكروباص جديلة الترعة المتهورين، وأضواء الميكروباص الليلية. أفتقد تلك اللح...
تعليقات
إرسال تعليق