التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٠

من الذى أشعل النيران؟

  عزيزى ديفيد  أين أنت؟ لم أسمع منك لمدة ثلاثة أشهر، أتمنى أن تكون بخير. لكنى أشعر بالقلق عليك، أشعر بالقلق بأن قد يكون قد ابتلعك الظلام مجددا، وإنك مازالت غير قادر على تجاوز محنتك الأخيرة. فى خطابك الأخير لى قولت لى يا صديقى العزيز إنك لم تفهم أبدا من الذى أشعل النيران، وأقول لك بصدق، وبكل إخلاص، إنك أحمق كل الحمق فى طرح مثل هذا السؤال، لايهم من أشعل النيران يا ديفيد، المهم هو كيف سنطفئها. أنت تعرف جيدا أنى أعمل فى مجال علم الأحياء، وأقول لك يا ديفيد أن الحياة مهما أخذت من صدمات، فإنها تتعافى مجددا، تتعافى لأنها لا تضيع وقتا فى إلقاء اللوم على أحد، أو الشكوى بإن الكون ليس عادل، إنها تنهض مجددا وتحاول، تحاول حتى وإن كانت على وشك الفناء، ولكنها يا صديقى العزيز عندما تحاول مجددا تحاول بأسلوب جديد، فالكائن الذى سوف يسأل سؤالك هذا «من الذى أشعل النيران» سيكون مصيره الإنقراض ولنا فى الديناصورات مثلا وعبرة، والكائن الذى سوف يتقبل مصائب الحياة، ويستوعبها ويحبث عن طريقة جديدة للتعامل مع الموقف سوف ينجو ويزدهر ولك فى أجدادك مثلا وعبرة. أنا لا أحاول أن أملى عليك ما تفعل، لكنك يا ديفيد ع...

إلى صديقى سالم

  عزيزى سالم  أشكرك على رسالتك الأخيرة، لكنى أريد أن أوضح لك أنك لا تفهم شىء عم أمر به، لقد وصفتنى بالقارب، ونسيت أن القارب مهما كان متكاملا قد يجرفه التيار وقد تسحقه الأمواج، وأكررها لك، مهما كنت قويا ومتكاملا ستجد الحياة وسيلة لكسرك، منذ زمنا ليس ببعيد يا صديقى، كنت مثل البستان، ولكن فجأة اشعلوا فى النيران يا سالم، أو لعلى أنا من أشعل النيران، لم أفهم هذا أبدا! تخييل هذا، لقد شاهدت زهورى تحترق، وماتت فراشتى أمام عينى، وأصبحت خاويا ذبلا غير قادر على إعطاء أى شىء لأى شخص، بل حتى أننى عاجز عن مساعدة نفسى. تجتاحنى الآن موجات من المشاعر السلبية، أعرف أنها لن تفيدنى بشىء، لكنى أحتاجها يا صديقى، أحتاجها كما أحتاج كلماتك المشجعة. لقد سبق وذكرت لى فى أحد خطاباتك أن هناك نوعا من البذور لا ينبت إلا بعد الحرائق، أتمنى أن أكون من هذا النوع، أتمنى أن أستطيع تحويل تلك الصورة الكئيبة لبستانى المحروق إلى شىء آخر أفضل. فأنا أحتاج إلى أن أعيد إبتكار نفسى مجددا و مجددا بعد كل حريق. ولابد أن يكون هناك معنى فى المعاناة، أنها جزء منا، ويمكن أن تكون طريقة لفهم النفس وإعادة الإبتكار، لا أريدك أن تقل...

إلى صديقى ديفيد

  عزيزى ديفيد،  كيف حالك اليوم؟ سمعت مؤخرا أنك تعانى من بعض الصعوبات، ولكن من منا لا يعانى منها يا صديقى؟ ألم نتفق فى آخر مرة تقابلنا فيها أن نمضى مع تلك الحياة العشوائية، وأن نتقبل لما تعطينا إياه من فترات جيدة، وأن لا نشتكى عندما تخيب أملنا. لقد عهدتك إنسان رائعا، وسوف تظل رائعا فى نظرى حتى وأنت مهموم أو مهزوم. المهم يا صديقى أن لا أراك متوقفا، لأن الحياة ستمضى إلى الأمام بدونك. يبدو أن الحياة التى تعيشها خالية من المعنى، ولا ذنب لك فى هذا، أنا مطئمن أنك سوف تعيش الحياة التى تريدها إن عبرت من كل هذا متكاملا، لا تجعل تلك السنوات العجاف تؤثر فى شخصك يا ديفيد، بالنسبة لى دائما، كنت مثل القارب، وأنت تفهم جيدا أن القارب السليم يستطيع عبور النهر اليوم، والمحيط فى الغد، لكن القارب المثقوب لن يبحر أبدا يا عزيزى. أنا لست قلقلا عليك لأنى أعرف جوهرك جيدا، أعرف أن بذورك قادرة على الإنبات وتكوين شجرة عظيمة، وأتفهم يا ديفيد أنه عندما تتحسن الظروف سوف تنهى مرحلة سباتك وسوف تنمو. تنتشر الحكايات عنك يا ديفيد سريعا، وتقول لى الرياح أنك مازالت حزين، ولكن لما الحزن يا صديقى العزيز؟ ألم نتفق أن ...

عشر سنوات فى الماضى

  هناك ظاهرة لاحظتها فى المجتمع المصرى، أننا نعيش فى الماضى وأننا متأخرون عن ما يسمى الحاضر حوالى عشر سنوات فى كل شىء، و خاصة فى العلم. نحن نعيد إختراع العجلة كل يوم. حتى نملىء الفراغ الفزيائى، ونثبت للعالم أن تلك الرقعة من الأرض ملكنا. هناك مقولة قد سبق وإن قرأتها فى كتاب تقول: أن المستقبل هنا ولكنه متوزع بشكل غير متساوى. ولكن فى حالتنا هنا فى مصر يمكننا القول أن الحاضر هنا ولكنه متوزع بشكل غير متساوى، فكلما إبتعدت عن القاهرة بدأت بالإبتعاد عن الحاضر. حتى القاهرة نفسها تلهث وتتعرق حتى تواكب الحاضر، عوضا على أن تسايره واثقة هادئة متزنة. ولكن ما الحل؟ ما هى سبل المواصلات إلى الحاضر؟ أعتقد أن أفضل إجابة هى السفر. سافر وعيش الحاضر بالخارج حتى لو شهور، حتى تقلل من الفجوة الزمنية التى نعيش فيها. سافر إلى الحاضر، قبل أن تحلم بالسفر إلى المستقبل.  Enable Ginger Cannot connect to Ginger Check your internet connection or reload the browser Disable in this text field Edit Edit in Ginger Edit in Ginger ×