التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢١

ماذا الآن؟

  عندما أنظر إلى السنة الفائتة. أُذهل بهذه الروح. ما فعلته كان استثنائيا حقا. حققت اسكور اعلى من المتوسط العالمى فى امتحان الدراسات العليا الخاص بطلاب الولايات المتحدة في مجال علم الأحياء(710). حققت اسكور الايلتس المطلوب(7) رفعت معدلي التراكمي فى الكلية إلى (3.9). كل هذا حدث معا بالتوالى. كل هذه الأرقام لا تعنى لى شىء. أنا فخور بالشخصية التى استطاعت الالتزام بعمل كل هذا. أن تنمو بالداخل والخارج معا.   حتى كتاباتى كانت جديدة ومبدعة حقا، أحيانا لا أصدق أنى من كتب هذه الكلمات. قرأت عشرات الكتب. وصليت مئات الصلوات اليومية. هدأ عقلى بصورة مازالت تحيرنى. مازالت غير مصدق أن هذا حدث فعلا. يبدو أن صلاتى اليومية أحدثت تأثيرا ملموسا على عقلى. أو ربما هو الشعور بالتحقيق الذات. لقد فعلت كل هذا، لأثبت لنفسي شىء وقد أثبته. أو مزيج بين الاثنين. والسؤال هو ماذا الآن؟   من المفترض أن أذهب لدراسة الماجستير فى الخارج بعد انتهاء الجيش. ولكنى مازالت أحاول أن أكتشف ما سوف أعمله بوقتى حتى هذا. هل أتعلم لغة جديدة؟ هل أتعلم الإسبانية؟ فأنا قد كان لى زميله فى أسبانيا تسمى مارتا لكنى فقدت ...

رحلة نيلية

  هناك شيء مشترك فى كتابات هاروكي إنه دائما ما يحاول سبر سيكولوجية تكوين المرأة وخاصة فى سن صغير. يحاول أن يميز الخط الفاصل فى حياة الأنثى، الأحداث التى تجعل الطفلة مراهقة، المراهقة فتاة، والفتاة مرأة.  البارحة، كنت محظوظا أني خرجت مع زميلة دراسة لى فى رحلة نيلية. كانت زميلتى تأخذ أختها الصغرى في فُسحة في المدينة.  أنا أعشق الرحلات النيلية. ودائما أحاول أن أقنع أصدقائى بالذهاب معى، لكنهم لم يكونوا متحمسين مثلى. والآن أتت فرصة، ولن أضيعها.. تقابلت أنا و زميلتى وأختها الصغرى وذهبنا إلى مرسى شجرة الدر، حجزنا تذاكر وانتظرنا أكثر من نصف ساعة وصول مركبنا كنا حينها نتحدث في مواضيع عامة مثل ماذا سوف أفعل بعد التخرج وهكذا. وحاولت التقرب من الفتاة الصغرى، اسمها (هنا)، التى سوف أكتشف بعد قليل أنها تسبق سنها. ومن يتعامل مع الأطفال، لابد أن يحسدهم على بساطة العالم في نظرهم، كانت فى خمسة ابتدائى، حوالى عشر سنوات، لكنها كانت مميزة بلا شك. سألتها ماذا تريدين أن تكونى عندما تكبرين؟ قالت لى «شرطية» أو « طبيبة جراحة». عندما قالت جراحة، حكيت لهم أن لى صديق اسمه حسونه يريد أن يصبح طبيب جراح ح...

شخص مميز وتجربة هامة

كانا يجلسان على مقعد أبيض صغير يفصله عن زميلته شنطته السوداء. كان المقعد بالكامل تحت أشجار حجبت أشعة شمس الصيف وأضاف الظل بريقًا هادئًا على المكان. غادر معظم طلاب الجامعة وظلا هما يجلسان ليناقشا في أمور حياتهم. كان المنظر أمامه هو حديقة جامعته، المشهورة بشجرة عملاقة تتوسط الحديقة أصبحت أوراقها خضراء مجددا. كان يجلس في أفضل مكان -حسبما يعتقد- أمام استراحة كلية الحقوق. لطالما أحب هذا المكان، ونادرا ما وجده فارغا. كان دائمًا يجد شباب أو شباب مع فتيات يجلسون هنا للاستمتاع بوقتهم أو مجرد قتله بدون سبب. أزال الكمامة من على وجهه، وتفاجئ بسؤال زميلته التى كانت تنظر إلى الحديقة ثم نظرت إليه. لكنك لم تخبرنى هل فعلا أحببتها؟ أخذ نفسا عميقا، حدق فى السماء وقال وهو ينظر للحديقة -أعتقد هذا، أعتقد أني أحببتها. جزء منى وغالبا هو غرورى سوف يريد أن يقول لك أنه لم يكن حبا حقيقًا. لكن هذا غير صحيح. لقد أحببتها بعقلي أولا، وعندما تخلى عنها عقلى بعد رفضها. لم يستطع قلبى أن يتخلى عنها بسهولة. لقد هزمت غرورى، حتى اعترفت لنفسي إنى أُحبها. لكني لم أخبرها أبدا بهذا سألته مجددا بصوت رقيق فيه شيء من العتاب ولماذا ...

بليز

  أستمع إلى موسيقى من من دولة بليز، تعجبنى هذه الدولة كثيرا (جغرافيًا ومن حيث تنوع الشعوب)، أنها تقع في أمريكا الوسطى. إن تلك المنطقة من العالم محيرة، هندوراس رائعة أيضا بالرغم من العصابات التى تحكمها. لا أعتقد أن أحد قد سبق له أن سمع عن نيكاراجوا ( لدى مشروع لإعادة توطين اللاجئين والمهاجرين فى العالم فى جنوب تلك الدولة) أما عن السلفادور فلها قصة معى. فى أحد المرات بعد انتهاء عيد ميلاد أحد أصدقائنا الذي كنا نحتفل به على بيراميزا التى تقع فى نهاية شارع المشاية وتطل على النيل. سألتهم أين تقع السلفادور، وتفاجئت أن أحد لا يعلم. وقال لى صديقى الذى يجلس بجانبى أنه لا يبدو أن هناك دولة فى العالم بهذا الاسم أصلا. ضحكت كثيرا. وقلت لهم أنها تقع فى أمريكا الوسطى، لم يهتم أحد، فأخذت أحدثهم عن معالم فى السلفادور وبعض من تاريخها (فى الحقيقة اخترعت تاريخها) لأنه من السهل استنباط تاريخ تلك الدول، أنها قصة قديمة تتكرر فى كل زمان ومكان.  عندما وجدوني شغوفًا للغاية بالحديث عن السلفادور أخبرني أحد أصدقائى المُقربيين، أنه لا يهتم بالسلفادور ولا يريد أن يعرف عنها شىء مجددا. تمر الأيام وتفرض السلفاد...

انتهى الاضطراب

  لم تكن السعادة فى أولوياته. كان هناك شيء أهم يريد تحقيقه أولا. كان يريد الاستقرار العقلي وفهم آلية عمل العالم. لقد منحته الحياة عقلا مميزا للغاية لكنه أساء استخدامه. فبدلاً عن النمو وتقديم شيء إبداعي جديد، بدأ حياته بحرب أهلية على نفسه. كان السبب الجوهري لهذا الحرب هو عدم قدرته على فهم العالم حوله. لماذا يتصارع البشر؟ وكيف يعمل المال؟ لماذا جعلوه يكرهه السياسية والساسة؟ لماذا لا يفهم الحب؟ لماذا لم يستطع تحقيق ما يريد؟ لماذا يهرب من نفسه؟ ما الصواب وما الخطأ؟ وهل يمكن لأى شخص فى العالم وضع حدود له؟   تعجب للغاية كيف له يكون له عقلا بهذه القوة ولكنه عاجز عن مواكبة الحياة. لهذا قرر إعادة بناء كل شيء من جديد، كل أفكاره و معتقداته وآرائه. أخذ الأمر منه أربع سنوات حتى سد معظم فجواته الفكرية ودفع الثمن باهظا، لكنه تقبل هذا. لكن كان هناك فجوة واحدة لم يقدر العقل وحده على احتوائها وبث قرار فيها وهى الحب. لأن الحب لا يخضع لقوانين المنطق، وهو حاول أن يبنى حياته على المنطق. قالت له أحد زميلاته المُقربات يوما «أنت تحاول وضع قوانين لكل شىء، ولكن الحب لا يقنن» لقد هدأ عقله أخيرا ووقف...

يوم جيد

  هناك عيب عظيم في أدمغتنا. كيف لم أكتشف هذا مبكرا؟ لقد اعتدت على أن أكرر الكثير من الكلمات دون أن استوعبها. هناك شيء آخر لا أفهمه، لماذا فى كل مرة تحب الحياة أن تعلمنى درسا هاما، تجعلنى أدفع هذا الثمن العظيم من الألم؟ ألم يكفها ما فعلته بى مسبقا؟  استيقظ مجددا على صوت المنبه المزعج الذي لا يتوقف إلا بعد أن يرج هاتفه لمدة عشرون ثانية. قام من على السرير متثاقلا، لم يفق كليا، لأنه لم ينم فى تلك الليلة جيدا. لكنه أصر على استكمال روتينه، ذهب إلى الحمام غسل وجهه بالماء أولا، ثم قام بتديلك وجهه بصابونه الاعتناء بالبشرة الزرقاء أو كما ستقول زميلاته «بيبى بلو» بعدها مباشرة ذهب إلى أوضة أخرى ليلبس بنطلونه الجينز، ثم رجع إلى الحمام مجددا ليشطف وجهه، ثم إلى الأوضة مرة أخرى ليلبس التشيرت وشرابه وفي النهاية يرجع إلى غرفة النوم من حيث بدأ، حيث يوجد فيها مكتبه وعليه اللابتوب الخاص به.  فتح اللاب بتوب وقام بتشغيل أغنية صوفية يغلب عليها الطابع العثماني، تُغنّى بالناي و بأدوات موسيقية أخرى، يتخللها زقزقة العصافير، وسقوط الماء من على شلالات وفي أيام أخرى كان يشغل موسيقى كاتدرائية وموسيقى ال...

مشروع جديد

والآن بعد اتخرج، أفكر فى أن أعود مجددا لكتابة قصة قصيرة. حتى الآن لا أعرف ملامحها، لكن الأفكار سوف تبدأ بالتخمر وسوف أحصل على شىء جيدا قريبا، فانتظروا..